من المتوقع أن تعرض أمام القضاء اليوم، واحدة من أخطر الجرائم التي هزّت المنطقة الشرقية، حين تناوب سبعة شباب على اغتصاب فتاة في مقتبل العمر، في مزرعة مهجورة، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بضربها وتصويرها، ومن ثم التمادي في تهديدها لأيام تلت الجريمة.
وتعود تفاصيل القضية التي ما زالت تحدث دوياً اجتماعياً لم يسبق له مثيل، الى مارس (آذار) الماضي، حين تعرضت فتاة في العشرين من عمرها، تم عقد قرانها للتو على شاب من قريتها إلى ملاحقة ثم اختطاف تحت تهديد السلاح الأبيض، وتم اقتيادها إلى مزرعة والاعتداء عليها، وقام الجناة السبعة الذين كانوا ملثمين برميها في الشارع بعد أن سرقوا هاتفها الجوال، ومن خلاله توصلوا الى ارقام منزلها، واستمروا بتهديدها بنشر صورها إن لم تتواطأ معهم في استدراج فتيات أخريات.
ولم يكن يجمع الجناة الأربعة الملثمين سوى رائحتهم، فقد تعرفت الفتاة على رائحة السمك الفواحة من ملابسهم، بينما ظهرت ملامح أحدهم، وبواسطة تلك الرائحة، أخبرت خطيبها، الذي قام بمساعدة اقاربه بالسعي لمعرفة الجناة وكشفهم، إلى أن تم الإيقاع بهم بعد أن شكلت إمارة المنطقة التي استنكرت الجريمة، لجنة عليا من الضباط الأمنيين للتحقيق والتحري والقبض على الجناة· ونتيجة لذلك تم القبض على خمسة من أفراد العصابة، بينما لا يزال اثنان منهم متوارين عن الأنظار.
في العرض الأول أمام المحكمة، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) وامام ثلاثة قضاة هم الشيخ سعد المهنا والشيخ إبراهيم السياري والشيخ عقيل العقيل، فاجأ المدعي العام، بمطالبته تطبيق حد الحرابة على الجناة، معتبراً أن ما قام به الجناة هو جزء من الفساد في الأرض الذي ينطبق عليه حد الحرابة.
وراجت أنباء أن يتمكن القضاة اليوم من اصدار حكم في القضية، بينما قال متابعون انه من السابق لأوانه الجزم بالحكم في جلسة اليوم، لكن سيجري الاستماع لأطراف القضية، والنظر في طلب الادعاء باستحقاق الجناة حدّ الحرابة.
وأغلب الجناة السبعة متزوجون ولديهم أطفال، بل ان أحدهم يبلغ من العمر اكثر من 40 عاماً، وفي حديثها «الشرق الأوسط» قالت الفتاة «الضحية» انها لاحظت أثناء خروجها الى السوق سيارة تتبعها، فقصدت مجمعاً تجارياً لتجد أن تلك السيارة توقفت في الخارج، ولدى مغادرتها، فوجئت بسيارة يندفع منها مجموعة من الشباب شاهرين السكاكين، وأركبوها في المقعد الخلفي، واقتادوا شاباً آخر هبّ لنجدتها، وعبر الاتصالات الهاتفية أبلغوا افراداً آخرين أن لديهم «صيدا ثمينا».
وقالت الفتاة «قاموا بتهديدنا بالسكين إن أبدينا أي مقاومة، بعد ذلك توجهت السيارة الى مزرعة وطلبوا مني إزالة الغطاء عن وجهي ولما رفضت صرخ بي مهددا ومتوعدا فخفت ولما أزحت الغطاء طلب مني النزول لكوخ خشبي وبعد ذلك أخذوا يتناوبون على اغتصابي حتى وصل عددهم الى سبعة أشخاص وأنا اتوسل لهم أن يرحموني وكانوا جميعا يضعون اللثام على وجوههم ما عدا شخصا واحدا استطعت أن أرى وجهه، وهذا الشخص قام بضربي بجهاز جوال بقسوة على وجهي وأحدث لي إصابات وقام بتصويري بكاميرا الجوال وكدت أفقد وعيي لولا رحمة الله».
واستطاعت الفتاة التعرف على الشبان بسبب رائحة السمك المشتركة بينهم جميعاً، وبذل المحققون جهوداً كبيرة حتى ألقوا القبض عليهم، إذ شاهدت الفتاة التي رافقت خطيبها إلى سوق السمك، أحد الشبان المعتدين، وهو يبيع في محله، وتعرفت عليه فوراً لأنه لم يكن ملثماً حين اعتدى عليها.
وشكلت القوات الخاصة والدوريات الأمنية فرقة، وهاجمت الشاب المشتبه به، الذي اعترف في ما بعد على بقية الفاعلين ولفت محامون إلى أن الشبان سيواجهون عقوبات كبيرة جداً، قد تصل إلى حد الإعدام في حال إدانتهم في القضية، خاصة أن خمسة منهم متزوجون، وغالبيتهم لهم سوابق مشابهة، ورأوا أن فعلتهم في حال ثبوتها لدى المحكمة الشرعية تندرج ضمن إشاعة الفساد في الأرض المدرج تحت قاعدة الترصد العام.
وراجت أنباء أخرى تسعى لتحويل القضية من قضية اختطاف واغتصاب، إلى قضية أخرى بعد أن تم الادعاء من قبل المتهمين أن الشاب الذي اختطف معها كان شريكاً لهم في استدراجها، وهو ما تم نفيه أمام المحققين بعد أن تبين أن الشاب هو الآخر تعرض للاعتداء والضرب
تحياتي حسنوة